وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بدأ الإسلام) أي: نشأ الإسلام وطرأ ووجد، حالة كونه (غريبًا) أي: قليل الأَهالِي والحَمَلةِ (وسيعود) أي: سيصير في آخر الزمان بعد ظهوره وعلوه وشهرته وانتشاره في مشارق الأرض ومغاربها وغلبته على سائر الأديان والملل كما بدأ (غريبًا) أي: سيصير غريبًا قليل الأهل والحفظة؛ كما كان في بدايته وأول ظهوره، قليل الحملة والأصحاب (فطوبى) أي: فطيبُ العيشِ أو الجنةُ (للغرباء) أي: لمن تغرب بدينه؛ طلبًا لسلامته من الفتن فيه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
وفي "المفهم": قوله: "بدأ الإسلام غريبًا" كذا في روايته بهمز، وفيه نظر؛ وذلك أن (بدأ) مهموزًا متعد إلى مفعول؛ كقوله تعالى {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}(١)، ويقال: بدأ الله الخلق بدأً، وأبدأهم: خلقهم.
و(بدأ) في الحديث لا يقتضي مفعولًا، فظهر الإشكال، ويرتفع الإشكال بأن يحمل (بدأ) الذي في الحديث على (طرأ) فيكون لازمًا؛ كما اتفق للعرب