صفات له (الأتقياء) صفة أولى له، جمع تقي؛ وهو من امتثل جميع أوامره، واجتنب عن جميع مناهيه (الأخفياء) صفة ثانية له، جمع خفي؛ وهو المعتزل عن الناس الذي يخفى عليهم مكانه.
وقوله:(الذين) صفة للأخفياء؛ أي: الأخفياء الذين (إذا غابوا) عنهم واعتزلوا ... (لَمْ يُفْتَقدُوا) - بالبناء للمفعول - أي: لَمْ يُطلبوا لمعرفة حالهم، ولا يلتفت أحد من الناس إلى معرفة حالهم ومكانهم، ولا ينظر أحد إلى أنهم أحياء أو أموات بل هم عند الناس أحقر من ذلك.
(وإن حضروا) في مجالسهم ... (لَمْ يدعوا) إلى المجالس المشرفة عندهم، ولا إلى الأمور المهمة (ولم يعرفوا) عند الناس بشيء من المراتب (قلوبهم مصابيح الهدى) أي: كالمصابيح في الهدى والشرع المستقيم التي تضيء لنفسه وتضيء لغيرها (يخرجون) أي: يعتزلون (من كلّ غبراء) ومشاكل (مظلمة) وفتن مهلكة واختلافات مختلطة التي لا وجه لحلها، ولا طاقة لفكها.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ولا شاهد له ولا متابع صحيحان، ودرجته: أنه ضعيف (٣)(٤٠٢)؛ لضعف سنده؛ لما تقدم، وغرضه: الاستئناس به.
* * *
ثم استدل المؤلف للترجمة بحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٢٤) - ٣٩٣٤ - (٢)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير - مصغرًا -