ذلك الأمر؛ وهو احتياجهم إلى المال؛ للتوسعة عليهم، أفاده الحافظ في "الفتح".
(فوالله) الذي لا إله غيره (ما الفقرَ) والعدم (أخشى) وأخاف (عليكم) أيها الأصحاب بعد وفاتي؛ بنصب (الفقرَ) على أنه مفعول مقدم لـ (أخشى).
وقال الطيبي في "الكاشف"(٩/ ٢٩٣):
فإن قلت: ما الفائدة في تقديم المفعول على عامله في الفقرة الأولى؛ أعني: قوله: "ما الفقرَ أخشى عليكم" دون الثانية؛ يعني: قوله: "ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم؟ ".
قلت: فائدته: الاهتمام بشأن الفقرة الأولى؛ لأن الأب المشفق إذا احتضر إنما يكون اهتمامه بشأن الولد؛ ضياعه وإعدامه المال؛ كأنه صلى الله عليه وسلم يقول: حالي معكم خلاف حال الوالد مع الولد؛ فإني لا أخشى الفقر عليكم؛ كما يخشاه الوالد على الولد، ولكن خوفي عليكم من الغنى الذي هو مطلوب الوالد للولد. انتهى.
(ولكني أخشى) وأخاف (عليكم أن تبسط) وتوسع (الدنيا) وزخارفها (عليكم؛ كما بسطت) ووسعت (على من كان قبلكم) من الأمم؛ ككسرى وقيصر.
(فتنافسوها) - بفتح التاء والفاء - لأنه مضارع (تنافس) الخماسي؛ من باب تفاعل، والأصل:(فتتنافسوا فيها) فحذفت إحدى التاءين؛ لتوالي الأمثال، وهو مضارع معطوف على (تبسط) منصوب بحذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة.