شهوات الرجال، وفتحت أبواب عيونهم التي بمنزلة من يريد الزنا، فحكم عليها بما يحكم على الزاني من الاغتسال من الجنابة.
قال علي القاري: بأن تعم جميع بدنها بالماء إذا كانت طَيَّبَتْ جميعَ بدنها؛ ليزول عنها الطيب، وأما إذا أصاب موضعًا مخصوصًا .. فتَغسِل ذلك الموضعَ. قلت: ظاهر الحديث يدلُّ على الاغتسال في كلتا الصورتين.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الترجل، باب ما جاء في المرأة تتطيَّبُ للخروج إلى المسجد، والنسائي في كتاب الزينة، وابن خزيمة في "صحيحه"، والبيهقي في "الكبرى"، وأحمد وأبو يعلى والحميدي والمسند الجامع، كلهم من طرق مختلفة عن أبي هريرة.
فدرجة هذا الحديث: أنه حسن صحيح، وإن كان سند المؤلف حسنًا أو ضعيفًا؛ لأن له شواهد، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أسامة، كذا ذكره في "إنجاز الحاجة".
* * *
ثم اسشهد المؤلف رابعًا لحديث أسامة بحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(٣٧) - ٣٩٤٧ - (٦)(حدثنا محمد بن رمح) بن المهاجر التجيبي المصري، ثقةٌ، من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (٢٤٢ هـ). يروي عنه (م ق).
(أنبأنا الليث بن سعد) بن عبد الرَّحمن الفهمي مولاهم المصري عالمها، ثقةٌ ثبتٌ حجة، من السابعة، مات سنة خمس وسبعين ومئة (١٧٥ هـ). يروي عنه (ع).