وفي "الإنجاح": الظاهر أنه أمر ندب بالصدقة الفاضلة؛ لأنه خطاب للحاضرات، ويبعد أنهن كلهن ممن فرض عليهن الزكاة. انتهى.
(وأكثرن من الاستغفار) أي: طلب المغفرة لذنوبكن من الله تعالى؛ والاستغفار: طلب المغفرة من الله تعالى، سواء كان مع توفر شروط التوبة أم لا، وقد يعبر به عن التوبة؛ كما في قوله تعالى:{اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا}(١)؛ أي: توبوا، وإنما عبر عن التوبة بالاستغفار؛ لأنه إنما يصدر عن الندم، وخوف الإصرار؛ وذلك هو التوبة، فأما الاستغفار مع الإصرار .. فحال المنافقين والأشرار، وهو جدير بالرد وتكثير الأوزار، وقد قال بعض العارفين: الاستغفار باللسان توبة الكذابين. انتهى من "المفهم" بتصرف.
والفاء في قوله:(فإني) معللة للأمر بالتصدق والاستغفار؛ أي: لأني (رأيتكن أكثر أهل النار) والعذاب، والرؤية هنا؛ إما علمية تتعدى إلى مفعولين؛ أي: علمتكن بما عرفت من أحوالكن، أو بصرية تتعدى إلى مفعول واحد و (أكثر) حال من ضمير المخاطبات؛ لأن (أفعل) لا يتعرف بالإضافة إلى اسم الجنس؛ كما عليه ابن السراج وأبو علي الفارسي؛ أي: أبصرتكن في النار مكاشفةً، حال كونكن أكثر أهلها.
وقول النووي هنا: (وقيل: هو بدل من الكاف في "رأيتكن") خطأ ظاهر؛ لفساد المعنى حينئدٍ؛ لأن المبدل منه في نية الطرح، فيكون المعنى: رأيت أكثر أهل النار؛ والقصد: الإخبار عن رؤيتهن، لا عن رؤية أهل النار، تأمل.