للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ:

===

أي: رأيت صنفكن، لا المخاطبات، وأكثريتهن هو السبب في أمرهن بالإكثار من الاستغفار.

قال الأبي: فإن قلت: (أكثريتهن) مع قوله في حديث أهل الجَنَّة: (لكل واحد منكم زوجتان) تدل: على أن صنف النساء أكثر من صنف الرجال.

قلت: أكثريتهن حينئذٍ لا تستلزم أكثريتهن دائمًا.

أو يقال: الزوجتان إنما هما بعد الخروج من النار، أو أنهما ليستا بآدميتين؛ كما يدلُّ عليه قوله تعالى: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} (١). انتهى.

وعبارة "المفهم": أي: اطلعت على نساء آدميات من نوع المخاطبات، لا على أنفس المخاطبات؛ كما في الرواية الأخرى: (اطلعت على النار، فرأيت أكثر أهلها النساء) رواه أحمد والبخاري والترمذي من حديث عمران بن حصين رضي الله تعالى عنهما.

(فـ) لما سمع النساء ذلك .. علمن أن ذلك كان لسبب ذنب سبق لهن، و (قالت امرأة منهن جزلة) - بسكون الزاي؛ لأنه اسم فاعل من فعل المضموم، يقال: جزل زيد، فهو جزل، وهي جزلة - أي: عاقل وعاقلة؛ كما قال ابن مالك في "لامية الأفعال":

كوزن فاعل اسم فاعل جعلا ... من الثلاثي الذي ما وزنه فَعُلا

ومنه صيغ كسهل والظريف وقد ... يكون أفعل أو فَعالًا أو فعلا

وعبارة "المناهل مع المتن": ومنه صيغ؛ أي: وبني اسم الفاعل من مصدر (فعل) المضموم المذكور في آخر البيت السابق على وزنين قياسيين:


(١) سورة الدخان: (٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>