للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ أَبُو أُسَامَةَ مَرَّةً أُخْرَى: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ.

===

نعم؛ إذا لَمْ يقبل المأمور ذلك .. فلا يضره ذلك؛ لأنه أبي ما عليه.

وقيل: الآية لمن سقط عنهم الأمر والنهي؛ بسبب عدم قبول الناس ذلك. انتهى من "العون".

(قال أبو أسامة مرّة أخرى) أي: ثانيةً: عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال أبو بكر: (فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول) ذلك؛ أي: (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه بالنهي عنه .. أوشك) - بفتح الهمزة والشين - أي: قارب أو أسرع (أن يعمهم الله بعقابه) إما في الدنيا أو الآخرة أو فيهما؛ لتضييعهم فرض الله الذي هو الأمر أو النهي بلا عذر، وإنما قاله مرّة ثانية؛ تأكيدًا للأولى.

وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ}: (عليكم) اسم فعل أمر مركب من الجار والمجرور؛ بمعنى: الزموا، مبني على السكون، لشبهه بالحرف شبهًا استعماليًا، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا؛ لعوده إلى المخاطبين؛ تقديره: أنتم (أنفسكم) مفعول به لاسم الفعل، منصوب به، وجملة اسم الفعل جواب النداء لا محل لها من الإعراب.

والمعنى: يا أيها الذين آمنوا؛ الزموا إصلاح أنفسكم، واحفظوها من المعاصي.

وفي "الإنجاز" ها هنا إعراب لا يليق به؛ لأنه مخالف للقاعدة النحوية.

{لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} (١)، أي: فإذا لزمتم إصلاح أنفسكم وحفظتموها بالأمر والنهي ... (لا يضركم) ضلال (من ضل) بارتكاب المناهي


(١) سورة المائدة: (١٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>