عليك؛ لخشية الناس وخوفهم؟ ! فقد كنت أحق وأحرى وأولى بخشيتك إياي دون الناس؛ لأني أنا النافع والضار، فلا طاقة لهم على إذايتك في تبليغ أوامري ونواهي.
وذلك كما إذا ترك الأمير أو الوالي الصلاة الواجبة، أو الخروج لها إلى المساجد بلا عذر، فبلَّغَه وجوبَ الصلاة عليه، أو شرب الخمر أو الدخان عنده، فنهاه عن شربها.
وقوله:(أمرًا لله) جار ومجرور صفة لأمرًا؛ أي: أمرًا كائنًا لله وحكمًا له؛ وهو الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر (عليه) جار ومجرور خبر مقدم (مقال) مبتدأ مؤخر (فيه) متعلق بمقال؛ لأنه مصدر ميصي، والجملة صفة ثانية لـ (أمرًا)؛ أي: كان يرى أمرًا كائنًا لله موصوفًا بكون القول له فيه بالأمر والنهي؛ بأن كان من أولي الأمر والنهي.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رابعًا لَحديث عائشة بحديث جرير بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٤٣) - ٣٩٥٣ - (٦)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقةٌ عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث، وقيل: خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه:(ق).
(حدثنا وكيع) بن الجراح الرؤاسي الكوفي، ثقةٌ، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).