للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

والظاهر أن المرأة إذا عملت المعصية في بيت زوجها .. فهي من هذا القبيل؛ لأن الرجال أعز من النساء.

أي: إلَّا عمهم بنوع من العقاب قبل أن يموتوا؛ كما في "أبي داوود" أي: إذا كان الذين لا يعملون المعاصي أكثر من الذين يعملونها، فلم يمنعوهم عنها .. عمهم الله بالعقاب؛ أي: عم المصالح منهم والطالح؛ لأن من لَمْ يعمل، إذا كانوا أكثر ممن يعمل .. كانوا قادرين على تغيير المنكر غالبًا، فتركهم له رضًا به.

وهذا الباب؛ أعني: (باب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر) .. قد ضُيِّعَ أكثره في أزمان متطاولة، ولم يبق منه في هذه الأزمان إلَّا رسومٌ قليلةٌ جدًّا، وهو باب عظيم، به قوام الأمر وملاكه، وإذا كثر الخبث .. عم العقابُ الصالحَ والطالحَ، فينبغي لطالب الآخرة والساعي في تحصيل رضا الله تعالى أن يعتني بهذا الباب؛ فإن نفعه عظيم، لا سيما وقد ذهب معظمه، ويخلص نيته، ولا يهاب من ينكر عليه؛ لارتفاع مرتبته عند الله تعالى؛ فإن الله تعالى قال: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} (١).

قال: ولا يتاركه أيضًا؛ لصداقته ومودته ومداهنته وطلب الوجاهة عنده ودوام المنزلة لديه؛ فإن صداقته ومودته توجب له حرمةً وحقًّا، ومن حقه أن ينصحه ويهديه إلى مصالح آخرته، وينقذه من مضارها، وصديق الإنسان ومحبه: هو من يسعى في عمارة آخرته، وإدأ أدى ذلك إلى نقصٍ في دنياه، وعدوه: من سعى في ذهاب دينه، أو نقص آخرته، وإن حصل بسبب ذلك صورةُ نفعٍ في دنياه. انتهى ملخصًا من "النووي".


(١) سورة الحج: (٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>