وفي رواية أبي داوود:(كيف تقول في هذه الآية؟ ) بدل قوله هنا: (كيف تصنع في هذه الآية؟ ).
يعني: ما معنى هذه الآية وما تقول فيه؛ فإن ظاهر ما يدلُّ عليه أنه لا حاجة إلى الأمر والنهي إذا اهتديتم في خصوص أنفسكم، بل على كلّ مسلم إصلاح نفسه، لا إصلاح غيره؟
(قال) أبو ثعلبة لأبي أمية: قد (سألت) يا أبا أمية - بتاء الخطاب - أي: سألت يا أبا أمية (عنها)، أي: عن معنى هذه الآية شخصًا (خبيرًا) أي: عالمًا بمعناها؛ يريد: نفسه.
أو بتاء المتكلم؛ يعني أبو ثعلبة: سألت أنا عن معناها شخصًا خبيرًا عارفًا بمعناها؛ يعني: النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبرني عن معناها.
قوله:(سألت عنها) - بتاء المتكلم لا غير - أي: سألت عن معنى هذه الآية (رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال) لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيان معناها: (بل ائتمروا) أي: امتثلوا (بالمعروف) شرعًا بأنفسكم؛ أي: ويدخل أمر غيركم بامتثاله (وتناهوا عن المنكر) شرعًا؛ أي: انتهوا بأنفسكم عن المنكر، واجتنبوا عنه، ومنه: الامتناع عن نهيه، أو الائتمار بمعنى التآمر؛