كالاختصام بمعنى التخاصم، ويؤيد هذا المعنى: التعبير أولًا بالتناهي؛ والمعنى حينئذ: ليأمر بعضكم بعضًا بالمعروف، ولتنه طائفة منكم طائفة أخرى عن المنكر.
وقال الطيبي: قوله: "بل ائتمروا " إضراب عن مقدر؛ تقديره: أي: سألت عنها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقلت له: أما نترك الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ بناءً على ظاهر الآية؛ فقال عليه الصلاة والسلام: لا تتركوا، بل ائتمروا بالمعروف ... إلى آخره.
قوله:"حتى إذا رأيت" حتى غاية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجواب إذا سيأتي بقوله:"فعليك خويصة نفسك".
والخطاب عام لكل من يصلح للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ أي: استمر أيها الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر على أمرك ونهيك.
(حتى إذا رأيت) وعلمت الغالب على الناس والكثير من حالهم (شحًّا) أي: بخلًا (مطاعًا) أي: محبوبًا للنفس؛ بأن أطاعته نفسك، وطاوعه غيرك، قاله القاري.
قال في "النهاية": هو؛ أي: الشح: أشد البخل، وقيل: البخل مع الحرص، وقيل: البخل في أفراد الأمور وآحادها، والشح عام، وقيل: البخل بالمال، والشح بالمال وبالمعروف.
(وهوىً متبعًا) بصيغة اسم المفعول؛ أي: وهوى النفس متبوعًا؛ والمعنى: أن كلًّا يتبع هواه (ودنيا) بالقصر؛ وهي عبارة عن المال والجاه في الدار الدنية (مؤثرة) أي: مختارة على أمور الدين (وإعجاب كلّ ذي رأي) أي: محبة كلّ