للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِرَأْيِه، وَرَأَيْتَ أَمْرًا لَا يَدَانِ لَكَ بِهِ .. فَعَلَيْكَ خُوَيْصَّةَ نَفْسِكَ؛ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ،

===

صاحب رأي (برأيه) حتى يقدمه على رأي غيره؛ أي: من غير نظرٍ إلى الكتاب والسنة، وإجماع الأمة، وترك الاقتداء بالصحابة والتابعين.

والإعجاب - بكسر الهمزة -: هو وجدان الشيء حسنًا، ورؤيته مستحسنًا؛ بحيث يصير صاحبه به معجبًا، وعن قبول كلام الناصح مجنبًا، وإن كان قبيحًا في نفس الأمر.

(ورأيت أمرًا لا يدان لك به) - بكسر النون - أي: لا قدرة ولا طاقة لك على دفعه وإنكاره؛ لأن الدفاع إنما يكون باليد، فكأنهما معدومتان؛ لعجزه عن دفعه، والقياس و (ما لا يدين لك به).

والفاء في قولك: (فعليك) رابطة لجواب إذا الشرطية؛ كما أشرنا إليه سابقًا.

(خويصة) قال في "القاموس": الخويصة - بضم الخاء المعجمة وسكون الياء تصغير خاصة؛ لأن ياء التصغير لا تتحرك، يجوز فيه النصب؛ لأنه مفعول لاسم الفعل، أو منصوب على الإغراء؛ أي: فالزم بإصلاح الأمور الخاصة بـ (نفسك) بأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، وهو أرجح.

ويجوز رفعه على أن (عليك) جار ومجرور خبر مقدم؛ والتقدير: فإصلاح الأمور الخاصة بنفسك واجب عليك؛ أي: فإذا رأيت ما ذكر من قوله: "شحًا مطاعًا" إلى هنا .. فالزم بإصلاح الأمور الخاصة؛ بامتثال الأوامر، واجتناب النواهي، فلا عليك حينئذ أمر الناس بالمعروف ونهيهم عن المنكر؛ لأنه لا يدين لك على ذلك.

(فإن من ورائكم) أي: من خلفكم (أيام الصبر) على الفتن؛ لكثرتها؛

<<  <  ج: ص:  >  >>