أي: أيامًا لا ملجأ لكم فيها ولا منجى إلَّا الصبر؛ أي: لا طريق لكم فيها إلَّا الصبر، أو أيامًا يحمد فيها الصبر؛ وهو الحبس على خلاف هوى النفس.
وعبارة السندي هنا: قوله: "فإن من ورائكم أيام الصبر" بالإضافة؛ أي: أيامًا يعظم فيها أجر الصبر، وينبغي للإنسان ذلك الصبر.
وعبارة "التحفة": (فإن من ورائكم أيامًا) أي: إن من قدامكم من الأزمان الآتية (أيام الصبر) أي: أيامًا ينبغي فيه الصبر على المشاق والفتن.
(الصبر فيهن) أي: مشقة الصبر في تلك الأيام كائنة (على مثل) أي: على قدر مشقة (قبضر) اليد ووضعها (على الجمر) وشعلة النار، وعبارة "التحفة": يعني: يلحقه المشقة بالصبر في تلك الأيام؛ كمشقة الصابر على قبض الجمر بيده. انتهى منه.
(للعامل فيهن) أي: في تلك الأيام عملًا يشق في مثل ذلك الزمن، لا كلّ عمل؛ كالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ أي: أجر العامل فيهن (مثل أجر) عمل (خمسين رجلًا يعملون بمثل عمله) أي: بمثل عمل ذلك العامل؛ أي: في غير زمانه؛ أي: زمان آخر.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الملاحم، باب الأمر والنهي، والترمذي في كتاب التفسير، باب ومن سورة المائدة، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا؛ لما مر آنفًا، وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.