في موضعين، فسقط ما قيل في بعض التعاليق على ابن ماجة: أنه لَمْ يسمع من أنس، فالسند متصل لا مرسل.
(قال) أنس: (قيل) من بعض الحاضرين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم أر من ذكر اسم ذلك القائل:(يا رسول الله؛ متى) أي: في أي زمن (نترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) اللذين هما واجبان من واجبات الشرع؟ فـ (قال) رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جواب السائل: تتركونهما (إذا ظهر فيكم ما ظهر في الأمم) الماضية (قبلكم) من بني إسرائيل.
(قلنا) معاشر الحاضرين عنده: (يا رسول الله؛ وما) أي: وما الأمر الذي (ظهر في الأمم) الماضية (قبلنا؟ ) فـ (قال): الأمر الذي ظهر فيمن قبلكم (الملك) أي: حصول الملك والسيطرة والسلطة (في صغاركم) أي: في صغار الناس سنًّا غير مجربين للأمور، أو في ضعافهم عقلًا وتدبيرًا وإن كانوا كبار السن، أو إنَّ الملوكَ يكونون صغار الناس سِنًا أو ضِعافَ العقول؛ وذلك يكون إِذا كان المُلْكُ والرئاسةُ بالوِراثة لا بشروطها.
(والفاحشةُ) أي: ووقوع الفاحشة وكثرتُها؛ أي: الزنا (في كباركم) سنًّا لا بمعنى الحَصْرِ فيهم، بل بمعنى: أنَّها تَنْتَشِرُ وتَفْشُو في الناس إلى أَنْ تُوجَد في الكبار أيضًا.
(و) كثرة (العلم في رُذَالَتِكم) أي: في فُسَّاقِكم؛ أي: فيمن لا يَعْملُ به ولا يريده إِلَّا لِأَمْرِ الدنيا (قال زيد) بن يحيى بن عبيد الخزاعي: (تفسير معنى