للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنَ السَّمَاء، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ .. لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ .. إِلَّا سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ .. إِلَّا جَعَلَ اللهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ".

===

المطر أي: نزوله (من السماء، ولولا البهائم) الرتع .. (لم يمطروا) من السماء مطرًا، ولم يسقوا من الأرض ماء.

والرابعة: ما ذكره بقوله: (ولم ينقضوا عهد الله) أي: لم يتركوا ما عاهد الله عليهم في كتابه؛ بترك المأمورات، وارتكاب المنهيات (وعهد رسوله) أي: ولم يتركوا ما عاهد عليهم رسوله في سنته كذلك .. (إلا سلط الله عليهم عدوًا من غيرهم) أي: من غير المسلمين؛ كما شاهدنا في عصرنا هذا مصداق قول الرسول صلى الله عليه وسلم (فأخذوا) أولئك العدو (بعضر ما في أيديهم) أي: أيدي المسلمين من الأموال بطريق الجزية والضراب والمكوس، بل كله؛ أي: بل وطنهم، فضلًا عن المال الذي في أيديهم، وقيل المراد به: نقض العهد الذي جرى بينهم وبين أهل الحرب.

والخامسة: ما ذكره بقوله: (وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله) أي: بحكمه (ويتخيروا) أي: والحال أنهم قد اختاروا شهواتهم (مما أنزل الله) في كتابه أي: على الحكم الذي أنزل الله في كتابه .. (إلا جعل الله بأسهم) وبطشهم وأخذهم وعذابهم فيما (بينهم) من المقاتلة والمضاربة؛ كما هو مشاهد الآن.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه البزار والبيهقي من هذا الوجه، ورواه الحاكم بنحوه من حديث بريدة، وقال: صحيح الإسناد، ورواه مالك بنحوه موقوفًا على ابن عباس، ورواه الطبراني وغيره مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>