للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

- وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ -: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا .. إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ .. إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ .. إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ

===

وقوله: (وأعوذ بالله أن تدركوهن) أي: أن تدركوا تلك الخمس وتلحقوهن وتقعوا فيهن؛ جملة معترضة سيقت للدعاء لهم، والاستعاذة منها.

الأولى من تلك الخمس: ما ذكره بقوله: الم تظهر الفاحشة) أي: الزنا؛ أي: لم تفعل الفاحشة (في قوم) من الأمم السالفة (قط) ظرف مستغرق لما مضى من الزمان (حتى يعلنوا) ويجهروا من الإعلان (بها) أي: بتلك الفاحشة حتى لا يستحيوا منها .. (إلا فشا) وكثر (فيهم) أي: في أولئك القوم (الطاعون) أي: الوباء؛ والوباء - بالقصر والمد -: مرض عام، وجمع المقصور أوباء بالمد، وجمع الممدود أوبئة؛ وهو مرض يعم لأفراد الناس؛ كالحمى والسعال (والأوجاع) أي: الآلام في بعض الأعضاء؛ كالصداع وأوجاع البطن (التي لم تكن مضت) أي: لم توجد (في أسلافهم) وآبائهم (الذين مضوا) وخلوا من قبلهم.

والثانية منها: ما ذكره بقوله: (ولم ينقصوا المكيال) أي: في المكيلات إذا عقدوا المعاملات (و) لا (الميزان) في الموزونات إذا عقدوا المعاملات .. (إلا أخذوا) وعوقبوا (بالسنين) أي: بالقحط (وشدة المؤونة) أي: مصاريف البيت بغلاء السعر في المطاعم والمشارب والملابس مثلًا (وجور السلطان) وظلمه (عليهم) وهو عدم العدل في حقوقهم.

والثالثة: ما ذكره بقوله: (ولم يمنعوا زكاة أموالهم .. إلا منعوا القطر) أي:

<<  <  ج: ص:  >  >>