متعلق بالخبر، واسم كان ضمير يعود على العبد؛ فإن كان العبد قويًّا في دينه .. (اشتد بلاؤه) أي: ابتلاؤه في دينه؛ أي: كمية وكيفية (وإن كان في دينه رقة) أي: ذا رقة وضعف (ابتلي على حسب دينه) أي: ببلاء هين سهل.
ويحتمل أن يكون (رقة) اسم كان؛ أي: وإن كان رقة وضعف كائنًا في دينه .. ابتلي بحسب دينه؛ أي: ببلاءٍ هينٍ سهلٍ.
قال الطيبي: جعل (الصلابة) صفة له، و (الرقة) صفة لدينه؛ مبالغةً على الأصل، قال القاري: وكان الأصل في (الصلب) أن يستعمل في الجثث، وفي (الرقة) أن تستعمل في المعاني، ويمكن أن يحمل على التفنن في العبارة. انتهى.
والبلاء في مقابلة النعمة؛ فمن كانت النعمة عليه أكثر .. فبلاؤه أغزر.
(فما يبرح البلاء) أي: ما يفارق أو ما يزال (بالعبد) أي: بالإنسان؛ أي: ملتبسًا به (حتى يتركه) ويصيره؛ لأنه من ترك بمعنى: صير؛ لأنه من أفعال التصيير؛ أي: حتى يصيره (يمشي على الأرض وما عليه من خطيئة) أي: ذنب، وهذا كناية عن خلاصه من الذنوب، فكأنه كان محبوسًا، ثم أطلق وخلي سبيله يمشي ما عليه باس. انتهى من "تحفة الأحوذي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن أبي هريرة وأخت حذيفة بن اليمان، وذكره أحمد في "المسند"، والحاكم في كتاب الإيمان، وقال: هذا حديث حسن صحيح على شرط الشيخين، وذكر شاهدًا له.