للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: "الْأَنْبيَاءُ"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ الصَّالِحُونَ؛ إِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيُبْتَلَى بِالْفَقْرِ حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُهُمْ إِلَّا الْعَبَاءَةَ يُحَوِّيهَا، وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيَفْرَحُ بِالْبَلَاءِ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِالرَّخَاءِ".

===

قال أبو سعيد: (قلت: يا رسول الله؛ أي الناس أشد بلاءً؟ ) أي: ابتلاء في نفسه أو أهله أو ماله (قال): أشد الناس بلاءً هم (الأنبياء).

قال أبو سعيد: (قلت: يا رسول الله؛ ثم من) أشد بلاء؟ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثم الصالحون) أي: القائمون بما عليهم من حقوق الله وحقوق العباد.

(إن) مخففة من الثقيلة؛ أي: إن الشأن والحال (كان أحدهم) أي: أحد الصالحين (ليبتلى) ويمتحن (بالفقر) والمسكنة (حتى ما يجد أحدهم) ما يضع على ظهر دابته من الرحل عند الركوب عليها (إلا العباءة) وهي بالهمز، وكذا العباية - بالياء -: ضرب من الأكسية، تلبسها الأعراب، والجمع عباءات، حالة كونه (يحويها) أي: يلفها حول سنام بعيره، فيركب عليها.

قال في "النهاية": التحوية: أن يدير كساءه حول سنام البعير، ثم يركبه، والاسم: الحوية، والجمع الحوايا.

وفي بعض النسخ: (يتجوبها) أي: يدخل فيها، وفي "حاشية السندي" (يحوبها)، وفي بعض النسخ أيضًا: (يُجوِّبها) أي: يخرقها ويقطعها، وكلُّ شيء قطع وسطه فهو مُجوَّب.

(وإن كان أحدهم) أي: وإنه كان أحدهم اليفرح بالبلاء) أي: بوقوع البلاء والضرر عليه (كما يفرح أحدكم بالرخاء) أي: بسعة العيش عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>