للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَإِنْ قُطِّعْتَ وَحُرِّقْتَ، وَلَا تَتْرُكْ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا؛ فَمَنْ تَرَكَهَا مُتَعَمِّدًا .. فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ،

===

لأن في (أوصى) معنى القول؛ أي: أوصاني خليلي؛ أي: قال لي: لا تشرك بالله شيئًا.

ويجوز النصب؛ على أنه صيغة مضارع منصوب، و (أن) ناصبة مصدرية؛ أي: أمرني بألا تشرك (وإن قُطِّعْتَ) بالبناء للمفعول؛ من التقطيع، وكذلك قوله: (وحُرِّقْت) بالبناء للمفعول؛ من التحريق، ويجوز التخفيف في (قطعت) دون (حرقت) فإنه بالتشديد لا غير.

وهذا يدل على أنه ينبغي اختيار الموت والقتل دون إظهار الشرك، وهو وصيته بالأفضل والعزيمة؛ فإنه يجوز التلفظ بكلمة الكفر والشرك عند الإكراه؛ لقوله تعالى: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} (١).

(ولا تترك صلاة مكتوبة) أي: مفروضةً حالة كونك (متعمدًا) أي: قاصدًا تركها، قيدٌ احترز به عن الخطأ والنسيان والنوم والضرورة وعدم القدرة (فمن تركها) أي: ترك الصلاة المكتوبة، حالة كونه (متعمدًا) أي: قاصدًا تركها بلا عذر من الأعذار المذكورة آنفًا .. (فقد برئت منه) أي: من ذلك التارك عمدًا (الذمة) أي: ذمة الله وأمانه وحرمته؛ أي: صار كالكافر الذي لا ذمة له فعلًا؛ فإن ترك الصلاة متعمدًا من خصالهم، وهذا كناية عن الكفر تغليظًا عليه، قال الطيبي: أو المراد منه: الأمان من التعرض بالقتل أو التعزير، كذا في "المرقاة"، وقال الجزري: الذمة والذمام هما بمعنى: العهد والأمان والضمان والحرمة والحق، ويسمى أهل الذمة بذلك؛ لدخولهم في عهد المسلمين وأمانهم.

وحديث: (فقد برئت منه الذمة) أي: أن لكل أحد من الله عهدًا بالحفظ


(١) سورة النحل: (١٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>