للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَا تَشْرَبِ الْخَمْرَ؛ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ.

===

والكلأ، فإذا ألقى بيده إلى التهلكة، أو فعل ما حرم الله تعالى، أو خالف ما أمر به .. خذلته؛ أي: فارقته وأهانته ذمة الله التي فارقها بإباحة دمه.

(و) أوصاني أن (لا تشرب الخمر؛ فإنها) أي: فإن شرب الخمر (مفتاح كل شر) وفتنة، قال الطيبي: قَرَن (ترك الصلاة وشرب الخمر) مع (الشرك) إيذانًا بأن الصلاة عمود الدين، وتركها ثُلْمَةٌ في الدين، وأنَّ شرب الخمر كعبادة الوثن، ولأن أم الأعمال ورأسها .. الصلاة؛ وأم الخبائث .. الخمر، فأنَّى يجتمعان؟ ! قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} (١).

فالصلاة مفتاح كل خير، والخمر مفتاح كل شر؛ أي: لأنها تزيل العقل، فلا يبالي بشيء من المنكرات، فقد انفتح له باب الشر، بعد أن كان مغلقًا عليه بقيد العقل. انتهى منه.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا؛ كما مر آنفًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث سعد بن أبي وقاص.

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: اثنا عشر حديثًا:

الأول منها للاستدلال، والبواقي للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم


(١) سورة العنكبوت: (٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>