(يُصدَّق) بالبناء للمجهول (فيها) أي: في تلك السنوات (الكاذبُ، ويُكذَّب) بالبناء للمجهول أيضًا (فيها الصادقُ) ومثله الفعلان اللذان بعده؛ وهما قوله:(ويُؤتمن فيها الخائنُ) أي: يوصف فيها الخائن بالأمانة؛ لكونه ذا غنىً ومال وجاه، وقوله:(ويُخوَّن فيها) أي: يوصف بالخيانة (الأمينُ) لكونه فقيرًا أو وضيعًا (ويَنْطِقُ فيها) عند الإصلاح بين الناس (الرُّوَيْبِضَةُ) تصغير رابضة؛ وهو العاجز الذي ربَضَ عن معالي الأمور وقعد عن طلبها، وتاؤه لِلمُبالغة؛ لكونه غنيًّا (في أمر العامة) متعلق بـ (ينطق) أي: شؤون أكثرِ الناس وأغلبِهم.
(قيل) لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لأبي هريرة واحد من الحاضرين عنده: (وما الرويبضة) يا رسول الله أو يا أبا هريرة؟ (قال) المسؤول منهما في جواب السائل: الرويبضة (الرجل التافه) أي: الوضيع الحسب الدنيء النسب القليل الفقه والعلم؛ لكونه غنيًّا ذا مال (في أمر العامة).
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، فهو: ضعيف السند، صحيح المتن؛ لأن له شواهد.
قال المزي في "الأطراف": رواه محمد بن عبد الملك الدقيقي عن يزيد بن هارون، قال: عن أبيه عن أبي هريرة، ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" هكذا بالإسناد والمتن، ورواه الحاكم في "المستدرك" في كتاب الفتن والملاحم، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وهو من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن المقبري غريب جدًّا.