فإن المراد بحديث الباب: أنه ليس بينه وبين الساعة نبي؛ كما أنه ليس بين السبابة والوسطى إصبع أخرى، ولا يلزم من ذلك علم وقتها بعينه، لكن سياقه يفيد قربها؛ أي: بعثت أنا والساعة حالة كوني وكونها متقاربين (كـ) تقارب (هاتين) الإصبعين أي: إحداهما إلى الأخرى (و) قد قال ذلك حال كونه قد (جمع بين إصبعيه) السبابة والوسطى في قدر التفاوت، أو في الانضمام والاتصال.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الرقاق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بعثت أنا والساعة؛ كهاتين الإصبعين"، ومسلم في كتاب أشراط الساعة، باب قرب الساعة، والترمذي في كتاب الفتن، باب ما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بعثت أنا والساعة؛ كهاتين"، وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي، وأحمد في "المسند".
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث حذيفة بن أسيد رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٧٥) - ٣٩٨٥ - (٢)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (٢٣٥ هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).
(حدثنا وكيع) بن الجراح الرؤاسي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات في