(قال) عوف: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو) صلى الله عليه وسلم (في غزوة تبوك وهو) أي: أتيته والحال أنه صلى الله عليه وسلم (في خباء) أي: في خيمة (من أدم) أي: جلد مدبوغ (فجلست بفناء الخباء) والفناء: الساحة أمام البيت (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) لي: (ادخل) الخباء (يا عوف، فقلت) له صلى الله عليه وسلم: هل أدخل الخباء (بكلي يا رسول الله)؛ أي: بجسمي كله أم ببعضه؟ يريد: أن الخباء كان صغيرًا بحيث كان في محل تردد، أيسع جسدي كله أم لا؟ وفيه: أنه كان يمازحه؛ كما كان يمازح الصحابة، فـ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادخله (بكلك) أي: بكل جسمك (ثم) بعدما دخلت الخباء (قال) لي رسول الله: (يا عوف؛ احفظ خلالًا ستًّا) أي: ست خلال؛ أي: ست خصال ستقع (بين يدي الساعة) أي: قدامها (إحداهن) أي: إحدى تلك الخصال: (موتي) أي: أولها: موتي (قال فوَجَمْتُ) - بضم التاء للمتكلم - من باب وعد؛ أي: أخذتني (عندها وجمة شديدة) وكآبةٌ وحزنٌ عند ذلك؛ والواجمُ: الذي أسكته الهم وغلبته الكآبة والحزن.
(فقال) لي: (قل) يا عوف: (إحدى) أي: قل: تلك الخُلَّةُ التي قلتُ لك فيها: "إحداهن موتي" هي إحدى الخلال الست؛ أي: أحقها خوفًا منها وأشدها حزنًا وتأسفًا عليها، أو المعنى: قل: هذه واحدة الخلال الست.