للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِس، ثُمَّ دَاءٌ يَظْهَرُ فِيكُمْ يَسْتَشْهِدُ اللهُ بِهِ ذَرَارِيَّكُمْ وَأَنْفُسَكُمْ وَيُزَكِّي بِهِ أَعْمَالَكُمْ، ثُمَّ تَكُونُ الْأَمْوَالُ فِيكُمْ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِئَةَ دِينَارٍ فَيَظَلَّ سَاخِطًا، وَفِتْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ لَا يَبْقَى بَيْتُ مُسْلِمٍ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ هُدْنَةٌ

===

(ثم) أقول لك ثانيتها: (فتح بيت المقدس) أي: ثم فتح المسلمين بيت المقدس؛ أي: غلبتهم عليها.

(ثم) ثالثتها: (داء) أي: وباء (يظهر فيكم) أيها المسلمون؛ وهو الطاعون (يستشهد الله) أي: يجعل الله (به) أي: بذلك الداء (ذراريكم) أي: أولادكم (وأنفسكم) شهداء؛ أي: يجعل الله لكم مأجورين به أجر شهداء المعركة (ويزكي به) أجر (أعمالكم) ويضاعف به أجر أعمالكم الصالحة.

وفي رواية: (ويزكي به أموالكم) وكأنه وقع الموت والآفات في الأموال، ويجعل لكم ما فات منها زكاةً لأموالكم الباقية لكم.

(ثم) رابعتها: ما ذكره بقوله: أن (تكون الأموال) كثيرة (فيكم، حتى يعطى الرجل) الواحد منكم أيها المسلمون (مئة دينار) فيَستقِلُّها (فيظل ساخطًا) لها؛ أي: غير راض لها لاستقلالها.

ثم خامستها: ما ذكره بقوله: (وفتنة تكون) وتقع في خصوص ما (بينكم) لا بينكم وبين أعدائكم، حتى (لا يبقى بيت مسلم إلا دخلته) تلك الفتنة، ومصداق ذلك ما كان بين المسلمين في هذا العصر من مقاتلة بعضهم بعضًا.

(ثم) سادستها: ما ذكره بقوله: أن (تكون بينكم) أيها المسلمون (وبين بني الأصفر) وهم الروم، سموا بذلك؛ لصفر اللون في آبائهم (هدنة) أي: مصالحة وموادعة وموافقة على ترك المحاربة والمقاتلة بينكم وبينهم.

والهدنة: المصالحة والموادعة بين المسلمين وبين الكفار وبين كل متحاربين.

<<  <  ج: ص:  >  >>