(فيغدرون) أي: فيخادعون (بكم) وينقضون العهد بينكم وبينهم (فيسيرون) أي: يذهبون (إليكم) لمحاربتكم (في ثمانين غاية) أي: راية (تحت كل غاية) وراية لهم (اثنا عشر ألفًا) من الجيوش.
وفي هذا الحديث أشياء من أعلام النبوة قد ظهر أكثرها.
وقال ابن المنير: أما قصة الروم .. فلم تجتمع إلى الآن، ولا بلغنا أنهم غزوا في البر في هذا العدد، فهي من الأمور التي لم تقع بعد.
وفيه بشارة ونذارة، وذلك دل على أن العاقبة للمؤمنين مع كثرة ذلك الجيش، وفيه إشارة إلى أن عدد الجيوش سيكون أضعاف ما هو عليه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب فرض الخمس، باب ما يحذر من الغدر، وأبو داوود في كتاب الأدب، باب ما جاء في المزاح مختصرًا جدًّا، وابن حبان في "الإحسان"، والحاكم في "المستدرك"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة.
ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث أبي هريرة بحديث حذيفة بن البمان رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(٧٧) - ٣٩٨٧ - (٤)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي،