للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَكِنْ سَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا: إِذَا وَلَدَتِ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا .. فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، وَإِذَا كَانَتِ الْحُفَاةُ الْعُرَاةُ رُؤُوسَ النَّاسِ .. فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رِعَاءُ الْغَنَمِ فِي الْبُنْيَانِ .. فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا

===

استأثر الله تعالى بعلمه، فلا يعلم أحد وقت مجيئها لا ملك مقرب ولا نبي مرسل (ولكن سأخبرك عن أشراطها) أي: في الزمن القريب أخبرك عن أشراط الساعة وأماراتها التي تدل على قربها.

قال النووي والأشراط - بفتح الهمزة - جمع شرط - بفتح الشين والراء - والأشراط: العلامة، ثم ذكر الأشراط الموعودة، فقال منها: (إذا ولدت) أي: وضعت (الأمة) أي: الرقيقة، وفي بعض الروايات: (إذا ولدت المرأة) أي: حرة كانت أو رقيقة (ربتها) أي: سيدتها ومالكتها .. (فذاك) أي: ولادتها وَوَضْعُها ربَّتَها (من) بعض (أشراطها) أي: من بعض أشراط الساعة وأمارات قربها.

(و) منها (إذا كانت) الأعراب (الحفاة) جمع حاف؛ وهو الذي لا نعل له (العراة) جمع عار؛ وهو الذي لا شيء عليه من اللباس (رؤوس الناس) أي: ساداتهم وقاداتهم وساساتهم .. (فذاك) أي: كونهم سادات الناس (من) بعض (أشراطها) أي: من أشراط الساعة وعلامة قربها.

(و) منها (إذا تطاول رعاء الغنم) أي: تطاولوا وتفاخروا (في) طول (البنيان) والعمائر .. (فذاك) التطاول والتباهي (من) بعض (أشراطها) وعلامتها التي تدل على قربها؛ والرعاء - بكسر الراء - جمع راع، وقد يجمع على رعاة؛ كغاز وغزاة، وداع ودعاة، يقال: تطاول في البنيان؛ إذا تفاخر وتباهى على غيره بطول بنيانه على بنيانه، ويقال: تطاول؛ إذا تسابق وتغالب في طول البنيان مع غيره فغلبه فيه؛ أي: إذا تطاول رعاء الشاء البهم؛ والبهم - بفتح الباء وسكون الهاء -: هي صغار الغنم؛ أي: الصغار من أولاد الغنم الضأن والمعز

<<  <  ج: ص:  >  >>