(قال) أبو موسى: (قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن من ورائكم) أي: قدامكم؛ فهو تفسير بالضد؛ كما في قوله:{وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا}(١).
(أيامًا ينزل فيها الجهل) أي: يكثر فيها الجهل بالحكم الشرعي (ويرفع فيها) أي: يقبض فيها (العلم) أي: بقبض أرواح العلماء.
قال الحافظ: معناه: أن العلم يرتفع بموت العلماء، فكلما مات عالم .. ينقص العلم بالنسبة إلى فقد حامله، وينشأ عن ذلك الجهل بما كان ذلك العالم ينفرد به عن بقية العلماء.
(ويكثر فيها الهرج، قالوا) أي: قال الحاضرون عنده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يا رسول الله؛ وما الهرج؟ قال) رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جواب سؤالهم: الهرج (القتل) ظلمًا.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم، باب رفع العلم وظهور الجهل في آخر الزمان.
ودرجته: أنه صحيح؛ لكون سنده صحيحًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث زياد بن لبيد.
• • •
ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث زياد بن لبيد بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما، فقال: