(عن حذيفة بن أسيد) - بفتح الهمزة - الغفاري (أبي سريحة) - بمهملتين مفتوح الأول - الصحابي الفاضل رضي الله تعالى عنه، من أصحاب الشجرة، مات سنة اثنتين وأربعين (٤٢ هـ). يروي عنه:(م عم).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) حذيفة: (اطَّلع) وفي رواية الترمذي: أشرف علينا (رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أي: نَظَر إلينا من فوق (مِنْ غُرْفَةٍ) له فَوْقنا؛ وهي - بضم المعجمة وسكون الراء - العُلِّيَّةِ - بضم العين واللام المشددة المكسورة والياء المشددة المكسورة -: غرفة مرتفعة بنيت على أعواد، هكذا قال شيخنا: يوسف بن أحمد الهرري الورقي الفقيه من فقهاء الشافعية رحمه الله تعالى.
(ونحن) أي: والحال أننا معاشر الصحابة (نتذاكر) ونتحدث في أمر (الساعة) وشأنها وأهوالها (فقال) لنا: في أي شيء تتحدثون؟ قلنا: نتحدث في أشراطها وشدة أهوالها، فقال:(لا تقوم الساعة حتى تكون) وتوجد قبلها (عشر آيات) أي: عشر علامات تدل على قربها؛ وهي (طلوع الشمس من مغربها) بعد غروبها.
واعلم: أن الأشياء العشرة معدودة على غير ترتيبها، ولذلك ذكر طلوع الشمس من مغربها قبل نزول عيسى ابن مريم، وقبل خروج يأجوج ومأجوج، ودلت الأحاديث الأخرى على أن طلوع الشمس من مغربها إنما سيكون قبل نفخة الصور، وحينئذٍ لا ينفع نفسًا إيمانها لَمْ تكن آمنت من قبل. انتهى "مرقاة".