للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالدَّجَّالُ، وَالدُّخَانُ، وَالدَّابَّةُ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَخُرُوجُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَثَلَاثَةُ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِق،

===

(و) خروج (الدجال) من جزيرة بحر فارس؛ لأنه محبوس فيها؛ كما في حديث تميم الداري، وهو الكذاب الذي يدعي الألوهية، وهو صاف بن صياد؛ كما سيأتي الكلام عليه في بابه.

(والدخان) وروى حذيفة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن من أشراط الساعة دخانًا يمكث في الأرض أربعين يومًا قرب الساعة، وهذا الدخان هو الذي يكون من أشراط الساعة على الصحيح.

وأنكر هذا القول ابن مسعود، وقال: إنه عبارة عما نال قريشًا من القحط، حتى كانوا يرون بينهم وبين السماء كهيئة الدخان، وقد وافق ابن مسعود على هذا القول جماعة من الصحابة، ويؤيد قول ابن مسعود قوله تعالى: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} (١)، وهذا قد مضي، فلا يكون من أشراط الساعة، ويجمع بين القولين: بأنهما دخانان؛ جمعًا بين الآثار.

(والدابة) وهي المرادة في قوله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} (٢) بكلام يفهمونه، وذكر المفسرون أنَّها دابة عظيمة تخرج من صدعٍ في جبل الصفا، لا يفوتها أحد، فتَسِمُ على المؤمن، فيَتَنوَّرُ وَجْهُه فتكتب بين عينيه (مؤمن) وتسم على الكافر، فيَسْوَدُّ وجهُه، وتكتب بين عينيه (كافر) وذكروا أنَّها آخرُ الآيات، ويُغْلقُ عندها بابُ التوبةِ والعلمِ والعملِ.

(و) خروج (يأجوج ومأجوج) من سد ذي القرنين (وخروج عيسى ابن مريم عليه السلام) في آخر مدة الدجال لِقَتْلِه (وثلاثةُ خسوف: خسف بالمشرق،


(١) سورة الدخان: (١٢).
(٢) سورة النمل: (٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>