الدابة؟ فقال:"من أعظم المساجد حرمةً على الله تعالى" المسجدِ الحرام، وقيل: تخرج من الصفا، فتُكَلِّمهم بالعربية.
وخامسها: في عدد خروجها؛ فروي أنها تخرج ثلاث مرات، تخرج بأقصى اليمن، ثم تَكْمُنُ، ثم تخرج بالبادية، ثم تكمن دهرًا طويلًا، فبينا الناس في أعظم المساجد حرمةً وأكرمها على الله تعالى .. فما يَهُولُهم إلا خروجُها من بين الركن حذاءَ دارِ بني مخزوم عن يمين الخارج من المسجد الحرام، فقومٌ يهربون، وقومٌ يقفون.
واعلم: أنه لا دلالة في الكتاب على شيء من هذه الأمور، فإن صح الخبر فيه عن الرسول صلى الله عليه وسلم .. قُبِلَ، وإلا .. لم يُلتفت إليه. انتهى كلام الرازي رحمه الله تعالى.
(تكلمهم) أي: تكلم الموجودين ببطلان الأديان سوى دين الإسلام، وقيل: تكلمهم بما يسوءهم بالعربية بقوله تعالى الآتي: {أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُون}(١) قاله ابن عباس؛ أي: بخروجها؛ لأن خروجَها من الآيات.
وقال ابن عباس أيضًا:(تكلمهم) أي: تحدثهم، وقرأ الجمهور:(تكلمهم) من التكليم، وتدل عليه قراءة أبي بن كعب:(تنبئهم) وقرئ بفتح الفوقية وسكون الكاف؛ من الكلم؛ وهو الجرح، قال عكرمة: أي: تسمهم وسمًا (إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) بكسر (إن) على الاستئناف، وقرئ بفتحها، قال الأخفش: المعنى على الفتح بـ (أن الناس) وبها قرأ ابن مسعود.
قال أبو عبيدة: أي: تخبر الناس ... إلى آخره، وعلى هذه؛ فالذي تكلم الناس به هو قوله:(إن الناس ... ) إلى آخره.