للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَنْ عَلَيْهَا؛ فَذلِكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ".

===

وصَدَّقَهما (من عليها) أي: آمن من على الأرض كلهم أجمعون، كتابيين كانوا أو غيرهم؛ لعلمهم بأن الدنيا قد قرب انتهاؤها، لأن طلوعها من مغربها من أشراطها (فذلك) اليوم الذي طلعت فيه الشمس من مغربها (حين لا ينفع نفسًا) مفعول مقدم، وقوله: (إيمانها) فاعل مؤخر، وجملة قوله: (لم تكن آمنت من قبل) أي: من قبل طلوعها من مغربها؛ صفة لـ (نفسًا) أي: لا ينفع نفسًا لم تكن آمنت من قبل إيمانها في ذلك اليوم؛ كالإيمانِ في وقت الغرغرة.

وفي هامش "الإكمال": قوله: "لم تكن آمنت مِنْ قبل" في موضع النصب صفة للنفس؛ أي: لا ينفع نفسًا غير مؤمنة قبل إيمانِها الآنَ إيمانُها في ذلك اليوم؛ وذلك لإغلاق باب التوبة، ورفع الصحف والحفظة، وعدمُ نفعِ الإيمان حينئذٍ كعدم نفعه عند حضور الموت؛ بجامع أن كلًّا منهما عَاينَ أحوالَ الآخرة، فهو في حكم الميت.

وهل انقطاع نفع الإيمان والتوبة بأول طلوع لها من أفق من الآفاق بمغربه، أو عند طلوعها من كل أفق على أصحابه من مغربهم؟ قولان. انتهى.

قال الطيبي: الآيات: أمارات للساعة إما على قربها، وإما على حصولها؛ فمن الأول: الدجال، ونزول عيسى، ويأجوج ومأجوج، والخسف، ومن الثاني: الدخان، وطلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، والنار التي تحشر الناس. انتهى.

وعبارة "الأبي" هنا: قوله: "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها" طلوعُها من مغربها أحدُ الأشراط المنتظرة، وهو على ظاهره، وتَأوَّلَتْهُ المبتدعةُ القائلون بقدم العالم المخيلون لانعكاس حركة الأفلاك والكواكب السبعة

<<  <  ج: ص:  >  >>