للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

المتحركة، وعدم نفع الإيمان حينئذٍ كعدم نفعه عند حضور الموت؛ بجامع أن كلًّا منهما عاين أحوال الآخرة، فهو في حكم الميت.

وأنت تعرف أن طلوع الشمس من المشرق تختلف فيه الآفاق، فتطلع من أفق قبل أفق، وكذلك إذا طلعت من المغرب .. فعدم نفع الإيمان يحتمل أنه بأول طلوع يعرض لها حتى في أفق من لم تطلع عليه بأفقه بعد، ويحتمل أنه في حق من طلعت بأفقهم فقط، وأما من بعدهم .. فحتى تطلع بأفقهم، وأنت أيضًا تعرف أن الشمس إحدى الكواكب السبعة السيارة، وأن حركتها في نفسها إنما هي من المغرب إلى المشرق، وعكس حركة الفلك التي هي من المشرق إلى المغرب، ولسرعة حركة الفلك ترى كأنها متحركة من المشرق إلى المغرب، فطلوعها من المغرب يحتمل أنه بانعكاس حركة الفلك أو حركة نفسها، والأول أظهر، ولم يرد هل يستمر طلوعها من المغرب بقية عمر العالم، أو يومًا فقط. انتهى منه.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب التفسير، باب قوله: {هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ} (١)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان، وأبو داوود في كتاب الملاحم، باب أمارات الساعة.

ودرجته: أنه في أعلى درجات الصحة؛ لأنه متفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهم، فقال:


(١) سورة الأنعام: (١٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>