وأجاب عنه المناوي بقوله: يعني: الآيات الغير المألوفة، وإن كان الدجال، ونزول عيسى، وخروج يأجوج، ومأجوج قبلها؛ لأنها مألوفة. انتهى.
وقال الطيبي في "شرح المشكاة"(١٠/ ١٠٦): فإن قيل: طلوع الشمس من مغربها ليس بأول الآيات؛ لأن الدخان والدجال قبله؟
أجيب: بأن الآيات إما أمارات دالة على قُربِ قيام الساعة، وإما أمارات دالة على قيام الساعة وحصولها بالفعل؛ ومن الأول: الدخان وخروج الدجال ونحوهما، ومن الثاني: ما نحن فيه من طلوع الشمس من مغربها والرجفة وبَسِّ الجبال وخروج النار وطردها إلى المحشر، وإنما سمي ما هنا أولًا؛ لأنه مبدأ القسم الثاني، والله أعلم. انتهى.
قوله:(وخروج الدابة) قيل: خروجها من جبل أجياد في مكة أيام التشريق والناس في منىً، تكتب على جبهة كل أحد مسلم، أو كافر، وقيل: تخرج من جبل الصفا بمكة.
وهي فصيل ناقة صالح عليه السلام؛ فإنه لما عقرت أمه .. هرب، فانفتح له الحجر الذي خرجت منه أمه، فدخل في جوفه، ثم انطبق عليه الحجر، فهو فيه الآن حتى يخرج بإذن الله تعالى منه في آخر الزمان، وعن علي رضي الله تعالى: أنه يخرج في ثلاثة أيام، والناس ينظرون إليه، فلا يخرج كل يوم إلا ثلثه.
وعن الحسن رحمه الله تعالى: لا يتم خروجه إلا بعد ثلاثة أيام. وروي أن طولها ستون ذراعًا بذراع آدم عليه السلام، لا يدركها طالب، ولا يفوتها هارب.
وروي أن الدابة تخرج من الصفا ومعها عصا موسى وخاتم سليمان، فتضرب المؤمن بين عينيه بعصا موسى عليه السلام فتنكت نكتة بيضاء، فتفشو تلك النكتة في وجهه حتى يضيء لها وجهه، وتكتب بين عينيه (مؤمن).
وتنكت الكافر بالخاتم في أنفه، فتفشو النكتة حتى يسود لها وجهه،