للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جُفَالُ الشَّعَر، مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ؛ فَنَارُهُ جَنَّةٌ، وَجَنَّتُهُ نَارٌ".

===

وقد سبق في كتاب الإيمان بيان هذا كله، وبيان الجمع بين الروايتين في أنه جاء في رواية: (أعور العين اليمنى)، وفي رواية: (أعور العين اليسرى) وكلاهما صحيح؛ والعور في اللغة: العيب.

وعيناه معيبتان عوراوان، وأن إحداهما طافئة لا ضوء فيها، والأخرى طافية بلا همز؛ أي: ظاهرة مرتفعة مع إبصارها وضوئها. انتهى "نووي".

(جفال) بوزن غراب (الشعر) أي: كثير الشعر في بدنه؛ والجفال بضم الجيم وتخفيف الفاء، وشَعْرُهُ مع كثرتِه جَعْدٌ قَطِطٌ؛ وهو الشديدُ الجعودةِ الذي لا يَمْتدُّ إلا باليد؛ كشعر السُّودان.

(معه جنة ونار) على زَعْمه (فناره) على زَعْمِه (جنةٌ) أي: باردٌ على من أَدْخَلَهُ فيها (وجنته) على زعمه (نار) محرقة لمن أدخله فيها، وهما؛ أي: جنته وناره على خلاف زعمه؛ فجنته محرقة، وناره باردة كالماء.

وفي حديث أنس زيادة: (مكتوب بين عينيه) كلمة (كافر) بهذه الحروف (ك ف ر) المُهَجَّاةِ.

وإنما اقتصر في وصف الدجال بالعور، مع أن أدلة الحدوث كثيرة ظاهرة فيه؛ لأن العور أثر محسوس يدركه كل أحد، فدعواه الربوبية مع نَقْصِ خِلْقَتِه .. عَلَمُ كذِبِه؛ لأن الإلهَ يتَعَالَى عن النقصِ. انتهى "قسطلاني".

قوله: (مكتوب بين عينيه: ك ف ر) قال الأبي: إن ذكر الحروف مما يدل على أن ذكر الكتب حقيقة لا مجاز ولا كناية. انتهى.

قال ملا علي: فيه إشارة إلى أنه داع إلى الكفر لا إلى الرشد، فيجب اجتنابه، وهذه نعمة عظيمة من الله تعالى في حق هذه الأمة، حيث ظهر رقم الكفر بين عينيه. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>