للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: مَا سَأَلَ أَحَدٌ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدَّجَّالِ أَكْثَرَ مِمَّا سَأَلْتُهُ، وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: أَشَدَّ سُؤَالًا مِنِّي، فَقَالَ لِي: "مَا تَسْأَلُ عَنْهُ؟ "، قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ مَعَهُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ، قَالَ: "هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ ذَلِكَ".

===

(عن المغيرة بن شعبة) بن مسعود بن معتب الثقفي الكوفي الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، مات سنة خمسين (٥٠ هـ) على الصحيح. يروي عنه: (ع).

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) المغيرة: (ما سأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال) سؤالًا (أكثر مما سألت) أي: أكثر من سؤالي إياه عنـ (ـه وقال) محمد (ابن نمير) في روايته: (أشد سؤالًا مني، فقال لي) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تسأل عنه؟ ) أي: من أي شيء تسأل عنه؛ أي: أكثرت السؤال عنه؛ أي: عن أمر الدجال؟ (قلت) له صلى الله عليه وسلم: الخَشْيَةُ منه (إنهم) أي: لأن الناس (يقولون) فيما بينهم: (إن معه) أي: إن مع الدجال (الطعام والشراب) فَيُنْعِمُ بذلك من آمن به، ومعه أيضًا النار، فيعذب بها من كفر به.

(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هو) أي: الدجال (أهون) وأحقر (على الله) تعالى؛ أي: عند الله تعالى (من ذلك) أي: من أن يجعل ما خلقه الله تعالى على يده مضلًا للمؤمنين، ومشككًا لقلوبهم، بلى؛ إنما جعل الله ذلك على يده؛ ليزداد الَّذين آمنوا إيمانًا بالله تعالى، ولِتَثْبُت الحجة على الكافرين بالله تعالى والمنافقين، وليس معناه: أنه ليس معه شيء من الجنة والنار اللتَينِ جعلهما الله تعالى على يديه؛ ابتلاءً لعباده، وامتحانًا لهم. انتهى "عيني".

<<  <  ج: ص:  >  >>