للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلكِنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي خَبَرًا مَنَعَنِي الْقَيْلُولَةَ مِنَ الْفَرَحِ وَقُرَّةِ الْعَيْن، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَنْشُرَ عَلَيْكُمْ فَرَحَ نَبِيِّكُمْ، أَلَا إِنَّ ابْنَ عَمٍّ لِتَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَخْبَرَنِي:

===

صلاته .. جلس على المنبر) حالة كونه (يضحك، فقال: ليلزَمْ كُلُّ إنسان) منكم (مصلاه) أي: الموضع الذي صلى فيه (ثم قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتدرون) أي: هل تعلمون (لم جمعتكم) ومنعتكم من القيام؟ (قالوا: الله ورسوله أعلم، فـ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني والله؛ ما جمعتكم لرغبة) فيكم لغرض من الأغراض؛ كبعث البعوث وإطعام المحاويج (ولا لرهبة) عليكم؛ أي: لخوف عليكم من هجوم الأعداء لتَسْتَعِدُّوا لهم، وفي رواية مسلم بعد هذا المذكور: (ولكن جمعتكم) لأخبركم خبرًا عجيبًا سمعته من تميم الداري.

(ولكن تميمًا) أي: وذلك لأن تميمًا (الداري أتاني) أي: جاءني (فأخبرني خبرًا) عجيبًا (منَعَني القَيْلولة) أي: من النوم وسط النهار للاستراحة (من الفرح) أي: لأجل الفرح به، سَيُعْلَم أن فرحه كان بسببِ أمنِ المدينة من اللَّعين. انتهى من "الإنجاز".

(و) من أجل حصول (قرة العين) لي؛ أي: برودة القلب لي بسبب ذلك الخبر، وهو كناية عن حصول غاية الفرح وانشراح الصدر به؛ أي: بذلك الخبر؛ لموافقته لما في اعتقادي (فأحببت) أي: وددت (أن أنشر) وأخبر (عليكم) وأُشيع فيكم (فرح نبيكم) يريد نفسه (ألا) أي: انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم؛ وذلك (أن ابن عم لتميم الداري أخبرني) أيضًا، ولعل الصواب: (أخًا لتميم الداري) اسمهُ نُعيم بن أوس الداريُّ؛ كما سيأتي قريبًا ذِكْرُ ترجمته.

واعلم: أن تميم بن أوس الداري كان أولًا رجلًا نصرانيًا، فجاء إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>