للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَزْرَارُ قَمِيصِهِ قَدِ اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ، قَالَ: أَوْ دُونَ ذَلِكَ، أَوْ فَوْقَ ذَلِكَ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، أَوْ شَبِيهًا بِذَلِكَ.

===

الحال من ضمير قائم (أزرار قميصه) بالرفع على أنه نائب فاعل لمحللة؛ أي: فإذا هو قائم حالة كونه محللة مفكوكة أزرار قميصه.

وقوله: (قد اغرورقت) أي: غرقت (عيناه) بكثرة الدموع .. حال ثانية من الضمير المذكور، وقوله: (وانتفخت أوداجه) معطوف على اغرورقت، وفي "القاموس": اغرورقت عيناه دمعتا دموعًا كثيرة حتى كأنهما غرقتا في دمعهما. انتهى.

قلت: اغرورق من مزيد غرق كاخشوشن من مزيد خشن للدلالة على الكثرة والمبالغة.

وانتفخت؛ أي: ارتفعت كأنها ورمت، والأوداج: جمع ودج؛ وهو عرق في صفحتي العنق ينتفخ عند الغضب، وهما ودجان، وعرق الأخدع الذي يقطعه الذابح، فلا يبقى معه حياة. انتهى م ج.

ولفظة (قال) في قوله: (قال أو دون ذلك) معطوفة على قوله: (فنكس) بتقدير العاطف، والتقدير: فنكس رأسه، ثم قال، أو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دون ذلك الذي قلته؛ أي: لفظًا أقل منه لا ما قلته، (أو) قال (فوق ذلك) الذي قلته؛ أي: لفظًا أكثر منه لا ما قلته، (أو) قال لفظًا (قريبًا من ذلك) الذي قلته في القدر لا ما قلته، (أو) قال لفظًا (شبيهًا) في التركيب (بذلك) الذي قلته لا ما قلته؛ تنبيهًا على أن ما ذكره نقل بالمعنى، وأما اللفظ .. فيحتمل أن يكون هو اللفظ المذكور، وأن يكون لفظًا آخر.

وهذا الأثر انفرد به ابن ماجه، وفي "الزوائد": إسناده صحيح، احتج الشيخان بجميع رواته، ورواه الحاكم من طريق ابن عمرو.

<<  <  ج: ص:  >  >>