للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَتُرْفَعُ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ، وَتُنْزَعُ حُمَةُ كُلِّ ذَاتِ حُمَةٍ، حَتَّى يُدْخِلَ الْوَلِيدُ يَدَهُ فِي فِي الْحَيَّةِ فَلَا تَضُرُّهُ، وَتُفِرُّ الْوَلِيدَةُ الْأَسَدَ فَلَا يَضُرُّهَا، وَيَكُونُ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا، وَتُمْلَأُ الْأَرْضُ مِنَ السِّلْمِ كَمَا يُمْلَأُ الْإِنَاءُ مِنَ الْمَاءِ، وَتَكُونُ الْكَلِمَةُ وَاحِدَةً فَلَا يُعْبَدُ إِلَّا اللهُ، وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا،

===

وكذا على بقر لا يرسل لأخذ زكاتها؛ لكثرة الأموال، ونزول البركات، وغنى الناس عنها بإلقاء الأرض أفلاذ كبدها؛ بسبب إقامة العدل، وترك التظالم فيما بينهم.

(وترفع الشحناء) أي: البغض القلبي من قلوب الناس؛ كالحسد (والتباغض) أي: البغض الظاهري من ظواهرهم؛ كالمقاتلة والمضاربة والمسابة.

(وتنزع حمة) - بضم المهملة وفتح ميم مخففة -: السم من ذوات اللسع؛ أي: تنزع وترفع سم (كل) دابةٍ (ذات حمة)؛ أي: سم؛ كالعقرب والحيات والزنبور والنحل؛ أي: لا تضر بلسعتها غيرها (حتى يدخل الوليد) أي: الصبي الصغير (يده في في الحية) أي: في فم الحية (فلا تضره) بلسعتها (وتُفِرُّ) - بضم أوله وكسر ثانيه - من أفَر الرباعي؛ أي: تَطْردُ (الوليدةُ) أي: البنتُ الصغيرة (الأسد، فلا يضرها) بل لا يلتفت إليها (ويكون الذئب في الغنم؛ كأنه كَلْبُها) الرَّاعي لها (وتملأ الأرضُ مِن السِّلْمِ) والأمانِ والعَدلِ (كما يُملأ الإناءُ من الماء، وتكون الكلمة) أي: كلمة الدين (واحدة) وهي كلمة التوحيد (فلا يعبد) في الأرض (إلا الله) عز وجل (وتضع الحرب) أي: وتترك الحرب حمل (أوزارها) وترميها وتتجرد عنها؛ والمراد بأوزارها: سلاح الحرب، ففيه مجاز مُرْسَلٌ؛ من إسناد ما للفاعل إلى المفعول؛ والمراد بوضع الأوزار: الإعراض عن الحرب وتركها.

قوله: "فلا يسعى على شاة ولا بعير" بالبناء للمفعول؛ أي: لا يعتنى بهما، ولا يبعث إليهما ساع، ولا تطلب زكاتهما، ولا يهتم بشأنهما، بل يتساهل

<<  <  ج: ص:  >  >>