أهلهما فيهما، ولا يعتنون بهما؛ لكثرة الأموال، وقلة الآمال، وعدم الحاجة والفقر والعلم بقرب القيامة.
قوله:(وترفع الشحناء) أي: العداوة الظاهرة من بين الناس، حتى بين الحيوانات المؤذية فيما بينها أنفسها، وفيما بينها وبين الناس، وفي حديث أبي داوود:(ويضعُ الله الأمانةَ في الأرض، فلا يبقى بين اثنين عداوة، فترتع الأسود والنمور مع الإبل والبقر والذئاب مع الغنم، ويلعب الغلمان بالحيات، ولا يضر بعضها بعضًا).
(والتباغض) أي: العداوة الباطنية؛ من البغض، وهو ضد الحب.
(وتضع الحرب) أي: أهلها (أثقالها) أي: سلاحها في البيت وتتركها فيه لرفع المحاربة من بين الناس.
(وتَسْلُب) أي: تأخُذُ (قريشٌ مُلْكهَا) من أيدي الكفرة والظلمة؛ لأن المهدي - نصَرَه الله تعالى - من سلالة قريش؛ مِنْ سَلب المجاهدُ سَلبَ قَتيله.
(وتكون الأرض كفاثور الفضة) أي: كَجَامِ الفضةِ أو الذهب، وكأنها في الصفاءِ (الفاثور) - بفاء ومثلثة - على وزن (الجاسوس): الخِوَانُ.
وقيل: هو طست، أو جام من ذهب أو فضة؛ لخلوها من الكفرة والظلمة.
(تنبت نباتها) نباتًا كنباتها (بعهد آدم) عليه السلام؛ أي: كنبات عهد آدم في كونه ذا بركة وكثرة (حتى يجتمع النفر) الكثير (على القِطْفِ) والعنقود (من العنب فيشبعهم) أي: فيشبع ذلك القطف الواحد الجمع الكثير؛ لكونه ذا بركة؛ والقطف - بكسر القاف وسكون الطاء؛ على وزن الذبح - اسم لكل ما يقطف من الشجر.