بعدي"، وبإجماع المسلمين على أنه لا نبي بعد نبينا صلى الله عليه وسلم، وأن شريعته مؤبدة إلى يوم القيامة لا تنسخ، وهذا استدلال فاسد؛ لأنه ليس المراد بنزول عيسى عليه السلام أنه ينزل بشرع ينسخ شرعنا، وليس في هذه الأحاديث ولا في غيرها شيء من هذا، بل صحت الأحاديث في "الصحاح" وغيرها أنه ينزل حكمًا مقسطًا بحكم شرعنا، ويُحْيِي من أمورِ شرعنا ما هجره الناس، كذا في "إِعلامِ المعلم على صحيح مسلم".
(فـ) بعد رجوع الناس إلى مدنهم ومساكنهم (يستقبلهم يأجوج ومأجوج) أي: يأتيهم هذان الجِيلان العظيمان؛ كما ذكرهم الله تعالى بقوله:(وهم من كل حدب ينسلون، فلا يمرون بماء) من الأنهار والعيون والبُحيرة .. (إلا شربوه) ونشفوا مكانَه (ولا بشيء) من المساكن والبساتين والمزارع .. (إلا أفسدوه) وخرَّبوه (فيجأرون) فيجار الناس ويستغيثون ويلتجئون من شرهم (إلى الله) تعالى (فأدعو اللهَ) تعالى بأمره (أن يميتهم، فَتَنْتُنُ الأرضُ) أي: صارت الأرض كلها مُنْتنة عفنة (من ريح) جيفـ (هم، فيجأرون) أي: يلتجئون (إلى الله) تعالى من رائحة جيفهم (فأدعو الله) تعالى بإذنه أن يزيل عنا تلك الرائحة (فيرسل) الله؛ أي: يأمر الله (السماء بـ) إنزال (الماء) أي: ماء المطر.
(فيحملهم) أي: يحمل مسيل ذلك الماء جيف يأجوج ومأجوج (فيلقيهم في البحر، ثم تُنسف الجبالُ) بالبناء للمجهول؛ أي: تُدَكَّ وتُفَتَتُ؛ من نسف