الشيء ودقه؛ إذا فتَّته كالدقيق (وتُمد الأرض) أي: تبسط (مدَّ الأديم) أي: مد الجلد المدبوغ؛ أي: تمد الأرض مد الجلد المدبوغ؛ بحيث لا يكون فيها ارتفاع ولا انخفاض (فعُهِد) أي: أُوحي (إليَّ: متى كان ذلك) أي: وُجد نَسْفُ الجبال ومد الأرض .. (كانت الساعةُ) أي: علمُ وقت قيام الساعة (من الناس؛ كالحامل) كعلم وقت وضع الحامل حملها من أهلها (التي لا يدري) ولا يعلم (أهلها متى تفجؤهم بولادتها) أي: أي وقت تأتيهم بولادتها فجأة، فهم لا يعلمون وقت إتيانها إياهم بولادتها بالتعيين، مع أنهم يعلمون ولادتها بلا شك، فالمخلوق لا يعلم وقت إتيان الساعة بالتعيين، مع أنهم موقنون إتيانها بلا شك.
قال أبو الحسن بن بَحْرٍ تلميذ المؤلف: قال أبو عبد الله بن ماجه بالسند السابق: (قال العوام) بن حوشب: (ووجد تصديقُ ذلك) أي: شاهدُ ذلك المذكور من الساعة؛ حيث يعلمون إتيانها، ولا يعلمون وقتها بالتعيين (في كتاب الله تعالى) حيث قال في كتابه العزيز: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ}(١)، حيث يعلمون خروج يأجوج ومأجوج قبل الساعة، ولا يعلمون وقت خروجهم بالتعيين؛ أي: بتعيين التاريخ.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، قال البوصيري: إسناده صحيح، رجاله ثقات، لكن رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون بإسناده ومتنه، ورواه