أهل بيتي .. (منكم فليأتهم) أي: فليأت جماعة ذلك الرجل الذي هو من أهل بيتي (ولو) أتاهم إتيانًا (حبوًا) أي: إتيانًا حاصلًا بِحَبْوتِه (على الثلج) البارد إن لم يمكنه إتيانهم بسهولة؛ والحَبْوُ: المشي على يديه وركبتيه؛ كالصبي، وذلك صعب جدًّا، سِيَّما إذا كان على الثلج.
والمعنى: فليأت الإنسان ذلك الرجل الذي هو من أهل بيتي وجماعته، ولو تحمَّل في إتيانهِ أشدَّ التكاليف، وأصعب الصعوبات؛ لأنه على الحقِّ.
وهذا الحديث إشارة إلى المهدي المنتظر، ولذلك ذكر المصنف هذا الحديث في بابه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، قال البوصيري: هذا إسناد فيه يزيد بن أبي زياد، وهو مختلف فيه، فيرد السند من الصحة إلى الحسن، ورواه أيضًا أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" عن معاوية بن هشام، فذكره بإسناده ومتنه سواء، ورواه أيضًا أبو يعلى الموصلي، فقال: حدثنا محمد بن يزيد بن رفاعة، حدثنا أبو بكر لن عياش، حدثنا يزيد بن أبي زياد به، فذكره بزيادة ونقص ألفاظ، لكن لم ينفرد به يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم؛ فقد رواه الحاكم في "المستدرك" من طريق عمرو بن قيس عن الحكم عن إبراهيم به.
ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا؛ لما مر آنفًا، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث عبد الله بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهما، فقال: