وشمالهم الترك، وجنوبهم الشام والإسكندرية، ومغاربهم البحر والأندلس.
وكانت الرقة والشامات كلها تعد في حدود الروم أيام الأكاسرة، وكانت دار الملك الأنطاكية، إلى أن نفاهم المسلمون إلى أقصى بلادهم.
وقوله:(صلحًا) مفعول مطلق لـ (تصالحكم) من غير بابه، أو على حذف الزوائد (آمنًا) أي: ذا أمن من الجانبين، وهذا اللفظ من أسماء النسب، أو جعل (آمنًا) للنسبة المجازية.
(ثم) بعد المصالحة بينكم وبينهم (تغزون) أي: تقاتلون (أنتم) أيها المسلمون (وهم) أي: الروم (عدوًا) آخرين بالمشاركة والاجتماع؛ بسبب الصلح الذي بينكم وبينهم؛ أو أنتم تغزون عدوكم، وهم يغزون عدوهم بالانفراد والاستقلال (فتنتصرون) أنتم وهم على أعدائكم، بصيغة الفعل المبنيِّ للمجهول، والأولى بناء الفعلين للفاعل، لأن (انتصر) من باب (افتعل) الخماسي اللازمِ فلا يُبنى للمجهول.
(وتغنمون) الأموال من أعدائكم (وتَسْلَمون) من السلامة؛ أي: تَسْلَمُون من القتل والجرح في القتال (ثُمَّ تنصرفون) أي: ترجعون أنتم وهم من الغزو (حتى تَنْزِلُوا) أنتم وأهل الروم (بِمَرْج) - بفتح فسكون آخره جيم - أي: حتَّى تَرْجِعُوا فتنزلوا في مرج؛ وهو الموضعُ الذي تُرْعَى فيه الدوابُّ، قاله السندي، وفي "النهاية": المَرْجُ: أرضٌ واسعة ذاتُ نبات كثيرة.
(ذي تُلُول) بالجر صفة لـ (مرج) والتُّلولُ - بضم التاء - جمعُ تَلٍّ - بفتحها -: وهو ما اجتمع من الأرض من تراب ورمل (فيَرفَعُ) حينئذ (رجل من أهل الصليب) أي: من عُبَّادهِ؛ وهم النصارى (الصليبَ) بالنصب مفعول لـ (يرفع)