وهو الكتاب الأخير من هذا السِّفر المنير، وجملة ما ذكره المؤلف فيه من الكتب:(ستة وثلاثون كتَابًا).
والمراد بوضع هذا الكتاب: إيراد الأحاديث الدالة على الزهد في الدنيا والترغيب في الآخرة.
وقد أفرده جماعة من العلماء والمحدثين بالتأليف فيه؛ منهم:
المحدث الكبير وكيع بن الجراح الرؤاسي الكوفي، وعبد الله بن المبارك، وأحمد بن حنبل، وهناد بن السري.
والزهد لغةً: تقليل الرغبة في الشيء والإعراض عنه، يقال: زهد فيه؛ من أبواب فتح وسمع وكرم، وزهدًا وزهادةً، وشرعًا: الإعراض عما فوق قدر الحاجة من الدنيا، والرغبة فيما عند الله تعالى من الآخرة.
قال ابن القيم: الفرق بين الزهد والورع: أن الزهد: ترك ما لا ينفع في الآخرة، والورع: ترك ما يخشى ضرره في الآخرة.
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: الزهد على ثلاثة أوجه:
الأول: ترك الحرام؛ وهو زهد العوام.
والثاني: ترك الفضول من الحلال - أي: ترك ما فضل من الحاجة - وهو زهد الخواص.