للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (١).

وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم فعل هذه الأفعال، ولا أكمل منها من حالة الكمال.

(وليست) الزهادة أيضًا: بـ (إضاعة المال) أي: بتضييعه وصرفه في غير محله بأن يرميه في بحر، أو يعطيه للناس من غير تمييز بين غني وفقير.

(ولكن الزهادة) المعتبرة الكاملة (في الدنيا) أي: في شأنها (ألا تكون بما في يديك) من الأموال أو من الصنائع والأعمال (أوثق) أي: أرجى منك (مما في يد الله).

وفي رواية ابن ماجه: (أوثق منك بما في يد الله) أي: بخزائنه الظاهرة والباطنة، وفيه نوع من المشاكلة.

والمعنى: ليكن اعتمادك بوعد الله لك من إيصال الرزق إليك، ومن إنعامه عليك، من حيث لا تحتسب، ومن وجه لا تكتسب .. أقوى وأشد مما في يديك من الجاه والكمال والعقار وأنواع الصنائع؛ فإن ما في يديك يمكن تلفه وفناؤه، بخلاف ما في خزائنه؛ فإنه محقق بقاؤه؛ كما قال تعالى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} (٢).

(وأن تكون) عطف على (ألا تكون).

(إذا أنت أصبت بها) بصيغة المجهول (أرغب فيها) أي: في حصول


(١) سورة المائدة: (٨٧).
(٢) سورة النحل: (٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>