للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: وَمَا عَهِدَ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُ يَكْفِي أَحَدَكُمْ مِثْلُ زَادِ الرَّاكِب، فَمَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ تَعَدَّيْتُ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا سَعْدُ .. فَاتَّقِ اللهَ عِنْدَ حُكْمِكَ إِذَا حَكَمْتَ، وَعِنْدَ قَسْمِكَ إِذَا قَسَمْتَ، وَعِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ،

===

(قال) سعد: (وما عهد إليك) رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ (قال) سلمان: (عهد إلي) رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنه) أي: أن الشأن والحال (يكفي أحدكم) أيها المؤمنون (مثل زاد الراكب) المسافر؛ من خادم ومركب، كما مر في حديث أبي هاشم (فما أراني إلا قد تعديت، وأما أنت يا سعد .. فاتق الله) واحذر من الجور (عند حكمك) بين الخصوم (إذا حكمت) بينهم (و) اتق الله (عند قسمك إذا قسمت) المال المشترك بين الناس (و) اتق الله (عند همك) وقصدك (إذا هممت) وقصدت فعل أمر من أمور الدين.

قوله: (ما أبكي ضنًا) - بكسر الضاد المعجمة ثم النون المشددة - أي: ما أبكي بخلًا لذهابه، وخوفًا من فراقها.

قوله: (مثل زاد الراكب) يعني: شيئًا قليلًا على قدر الحاجة؛ لأن المسافر لا يتزود لسفره إلا بقدر الحاجة.

وفيه إشارة إلى أن الإنسان في الدنيا كالمسافر؛ لسرعة زوالها، وعدم بقائها، وإنما يتزود منها لدار البقاء بالتقوى والعمل الصالح، قال تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} (١).

قوله: (ولا أراني) - بضم الهمزة - لأنها ظنية لا يقينية؛ أي: ما أظنني (إلا قد تعديت) أي: تجاوزت العهد، ولم أوف به.


(١) سورة البقرة: (١٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>