(جمع الله له أمره) أي: آماله ومقاصده من أمور الدنيا والآخرة (وجعل غناه) وقناعته علمًا مركوزًا (في قلبه، وأتته) أي: جاءته أغراضه من (الدنيا) مقبلةً عليه من كل الجهات (وهي) أي: والحال أن الدنيا (راغمة) أي: مرغمة مكرهة على الإتيان إليه وعلى الإقبال عليه.
قوله: "وأتته الدنيا وهي راغمة" أي: مقهورة.
فالحاصل: أن ما كتب للعبد من الرزق يأتيه لا محالة إلا أنه من طلب الآخرة يأتيه بلا تعب، ومن طلب الدنيا .. يأتيه بتعب وشدة، فطالب الآخرة قد جمع بين الدنيا والآخرة؛ فإن المطلوب من جمع المال الراحة في الدنيا، وقد حصلت لطالب الآخرة، وطالب الدنيا قد خسر الدنيا والآخرة؛ لأنه في الدنيا في التعب الشديد في طلبها، فأي فائدة له في طلب المال إذا فاتته الراحة؟ !
وهذا الحديث انفرد به المؤلف، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وله شواهد من حديث أبي هريرة، رواه الترمذي في "الجامع"، وابن ماجه في المقدمة، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث زيد بن ثابت بحديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٢٥) - ٤٠٤٩ - (٢)(حدثنا علي بن محمد) الطنافسي الكوفي، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث أو خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه:(ق).
(والحسين بن عبد الرحمن) أبو علي الجرجرائي؛ نسبة إلى جرجرايا، اسم