للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ .. فَرَّقَ اللهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْه، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ، وَمَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ

===

سمعناها نحن معاشر الصحابة (من رسول الله صلى الله عليه وسلم).

فهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

أي: قال أبان بن عثمان: فقال لي زيد بن ثابت حين سألته: عن أي شيء سألك مروان بن الحكم؟ فقال لي زيد: سألني مروان عن هم الناس، وقصده في عمل الخير، فقلت له في جواب سؤاله: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كانت الدنيا) أي: تحصيلُ غرضٍ من أغراضها؛ فالدنيا بالرفع اسم كان، خبرها: قوله: (همه) بالنصب خبر كان، ولكن المعنى بالعكس؛ والمعنى حينئذ: أي: من جعل همه وقصده بعمل يعمله من أعمال البر؛ كالجهاد وتعلم العلم؛ كأن قصد بجهاده تحصيل الغنيمة وإظهار الشجاعة، وبعلمه المحمدة ورفع منزلته عند الناس والمجادلة به .. (فرق الله) سبحانه وشتت (عليه أمره) أي: باعد الله عنه آماله ومقاصده من الدنيا؛ أي: لم يحصل بعمله أغراضه من الدنيا؛ لأن أغراض الدنيا مكتوبة أزلًا، فلا يزاد له على ما كتب؛ وأما ثواب الآخرة .. فلا يحصل له شيء منه؛ لأنه قصد بعمله ثواب الدنيا.

(وجعل فقره) وحرمانه من مقاصد الدنيا هدفًا منصوبًا (بين عينيه) والمراد بجعل الفقر بين عينيه: لزوم الفقر له (ولم يأته من الدنيا) وآماله منها (إلا ما كتب) وقدر (له) أزلًا، وهو راغم كاره له، فلا يأتيه ما يطلبه من الزيادة (ومن كانت الآخرة) أي: ثوابها وأجرها (نيته) أي: قصده ومطلوبه بعمله ..

<<  <  ج: ص:  >  >>