للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ الْمَعَادِ .. كَفَاهُ اللهُ هَمَّ دُنْيَاهُ،

===

(عن الأسود بن يزيد) بن قيس النخعي أبي عبد الرحمن الكوفي، ثقة مخضرم فقيه مكثر، من الثانية، مات سنة أربع أو خمس وسبعين. يروي عنه: (ع).

(قال) الأسود: (قال) لنا (عبد الله) بن مسعود الهذلي الكوفي الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه نهشل بن سعيد؛ فإنه كذاب وضاع.

قال ابن مسعود: (سمعت نبيكم) معاشر المؤمنين محمدًا (صلى الله عليه وسلم) حالة كونه (يقول: من جعل الهموم) المتفرقة في أنواع من المقاصد المجتمعة عليه (همًّا واحدًا) أي: من جَعَلَهَا همًّا واحدًا؛ وذلك أن يكون جهاده أولًا للعصبية والوطنية والمحمدة والرياء والسمعة، فجعله لوجه الله ورضاه لإعلاء كلمة الله.

وقوله: (هم المعاد) وزاد الآخرة .. بدل مما قبله، بدل كل من كل.

قال الطيبي: والخطاب في قوله: (نبيكم) لتوبيخ المخاطبين حيث خالفوا أمر نبيهم وسنته؛ أي: من جعل همه واحدًا موضع الهموم التي للناس، أو من كان له هموم متعددة، فتركها وجعل موضعها الهم الواحد الذي كان لله تعالى؛ كما مثلناه آنفًا.

(كفاه الله) سبحانه (هم دنياه) أي: من ترك هموم الدنيا المجتمعة عليه، وجعل همه في آخرته ودينه .. كفاه الله تعالى؛ أي: قضاه تعالى جميع همومه التي كانت في دنياه، وأعانه عليه، وقضاه له، ورزقه من حيث لا يحتسب، قال

<<  <  ج: ص:  >  >>