للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا .. لَمْ يُبَالِ اللهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهِ هَلَكَ".

===

تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (١).

(ومن تشعبت به) أي: ومن تجمعت عليه وتفرقت فيه (الهموم) أي: الآمال والمقاصد والحوائج التي كانت (في أحوال الدنيا) ومتاعها .. (لم يبال الله في أي أوديته) وفي بعض نسخ ابن ماجه: (أوديتها) (هلك) أي: في أي أودية الدنيا هلك؛ أي: لم يبال الله سبحانه هلاكه في أي واد من أوديتها.

وهذا كناية عن عدم كفايته وإعانته في أموره الدنيوية؛ لأنه لم يكتف بما قدره الله له، واعتمد على تدبير نفسه، واطمأن عليه.

قال السندي: والضمير في قوله: "في أي أوديته هلك" أَيْ: ضميرُ أَوْدِيَته لـ (مَنْ)، والكلامُ كنايةٌ عن كونه تعالى لا يُعِينهُ.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث أنس، أخرجه الترمذي في "الجامع" في رقم (٢٤٦٥)، وقد تقدم تخريجه للمؤلف بهذا السند الذي ذكره هنا في المقدمة، باب الانتفاع بالعلم والعمل به رقم (٢٣)، حديث رقم (٢٥٥).

ودرجته: أنه حسن بغيره، وإن كان سنده ضعيفًا؛ لأن له شاهدًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث زيد بن ثابت.

* * *

ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث زيد بن ثابت بحديث أبي هريرة رضي الله عنهما، فقال:


(١) سورة الطلاق: (٢ - ٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>